فسر سبب قبول العلماء المعاصرين بنظرية نشأة النفط والغاز العضوية
هناك ثلاث نظريات تفسر أصل ونشأة النفط وهي النظرية البيولوجية أو العضوية والنظرية المعدنية والنظرية الكيميائية، وسوف نشرحها بالتفصيل.
النظرية البيولوجية أو العضوية
تنص هذه النظرية أن النفط قد تكون من بقايا بعض الكائنات الحية الحيوانية والنباتية وبخاصة العوالق النباتية والحيوانية؛ وهي كائنات حية دقيقة هائمة أو عالقة في الطبقات العليا من البحار والمحيطات، التي تجمعت من بقايا كائنات أخرى بعد موتها في قيعان البحار والمحيطات، واختلطت بالرواسب الطينية والرواسب الأخرى وبترسيب طبقات سميكة فوقها وتعرضها لضغوط هائلة وارتفاع حرارتها إلى درجات عالية جدا بفعل تحركات القشرة الأرضية وتأثير حرارة باطن الأرض، وبسبب النشاط الحيوي البكتيري والتفاعلات الكيميائية والتغيرات الفيزيائية، تحصل عملية تفاعل للمواد العضوية ينتج عنها اتحاد الكربون بالهيدوحين وبعض العناصر الاخوى مكونة مواد هيدروكربونية هي النفط والغاز الطبيعي، وتسمى هذه الصخور بصخور المصدر.

النظرية المعدنية (نظرية ماندليف)
تنص هذه النظرية على أن النفط تكون نتيجة لتعرض بعض رواسب كربيدات الفلزات الموجودة في باطن الأرض لبخار الماء لان كربيد الكالسيوم يتفاعل مع الماء مكونا الهيدروكربون غير المشبع، وأول من وضع هذه النظرية هو العالم ماندليف ومما جعل هذه النظرية غير مقبوله هو أن الندرة الشديدة لرواسب الكربيدات يصعب معها تصور أنها كانت موجوده بكميات كبيرة وكافية لتكوين ما استخرج فعلا من النفط وما لا يزال موجود في باطن الأرض.
النظرية الكيميائية
تفترض النظرية الكيميائية أن بعض الهيدروكربونات قد تكونت في الزمن القديم باتحاد عنصر الهيدروجين مع عنصر الكربون ثم انتشرت في باطن الأرض واختزنت فيها وتحولت إلى نفط، والذي بدأ يتسرب إلى سطح الأرض عن طريق بعض الشقوق والصدوع في القشرة الأرضية أو عن طريق حفر آبار الاستكشاف أو المياه، وظهرت الهيدروكربونات على هيئة غازات طبيعية ونفط أو بقيت في بعض الصخور المسامية.
وما يدعم هذه النظرية هو وجود احتياطيات هائلة من النفط في مناطق صغيرة جدا في مساحتها مثل الخليج العربي، والذي يحتوي على ثلثي الاحتياطي المؤكد للنفط العالمي، ولا يعقل ان تكون هذه المساحة مكان تجمع بالغ الضخامة من بقايا الكائنات الحية. وهذه النظرية تعني أن هناك احتمالات كبيرة للغاز الطبيعي والنفط في أماكن كثيرة من الأرض وان باطن الأرض يحتوي على مصدر لا ينضب من الهيدروكربونات المكونة للنفط.